مع الانتهاء من تنفيذ العديد من المشاريع الناجحة، احتفلت هيئة البيئة - أبوظبي وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في الـ 4 من فبراير الماضي بمرور عام على شراكتهما، التي أثمرت عن تحقيق إنجازات هامة في مجال حماية البيئة والمحافظة عليها. في العام الماضي، وقَّعت شركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك ووزارة التغير المناخي والبيئة وهيئة البيئة-أبوظبي مذكرة تفاهم تهدف لاستكشاف فرص تعزيز التعاون في مجال حماية البيئة والمحافظة عليها.
ونتيجة لهذه المذكرة، أطلقت الأطراف المشاركة مجموعة كبيرة من المبادرات في مجالات بيئية متعددة شملت جودة الهواء، والمياه البحرية، وتغير المناخ، وإدارة النفايات، وتقييم الأثر البيئي، والتراخيص البيئية.
قالت سعادة المهندسة شيخة الحوسني، المدير التنفيذي لقطاع الجودة البيئية بهيئة البيئة - أبوظبي: "نحن في هيئة البيئة - أبوظبي ندرك أن أحد المسارات الرئيسية لتحقق النجاح يكمن بتعزيز التعاون، وبناء الشراكات الفعالة مع شركائنا الاستراتيجيين في القطاعين الحكومي والخاص. وبعد عام واحد فقط من توقيع المذكرة مع أدنوك، شهدنا نجاحًا كبيرًا في العديد من المجالات. فقد عززت مذكرة التفاهم التعاون بين هيئة البيئة - أبوظبي وأدنوك وسهلت تنفيذ سلسلة من المشاريع المثمرة التي ركزت على جودة الهواء وإدارة النفايات وتغير المناخ وجودة المياه البحرية، وذلك على سبيل المثال لا الحصر. وقد أثبتت أدنوك أنها شريك ملتزم للغاية يضع البيئة على رأس أولوياته، ويدمجها باستمرار في مشاريعه وخططه الرئيسية، التي تحقق الأهداف الطموحة لإمارة أبوظبي".
وأضافت سعادة الحوسني: “يعتبر قطاع النفط والغاز قطاعاً رئيسياً في تطوير وتوسيع إمارة أبوظبي، كما أنه أحد المساهمين الرئيسيين في التأثير على جودة الهواء والمياه البحرية. كما تعد شراكتنا أمرًا حيويًا للحفاظ على البيئة، وهي بمثابة معيار لأفضل الممارسات للشراكة بين القطاعات الصناعية المهمة وهيئة البيئة – أبوظبي، وسنعمل دائمًا عن كثب مع أدنوك لتسهيل جميع العمليات الضرورية، ودراسات تقييم الأثر البيئي، والتراخيص البيئية، وتنفيذ المشاريع لضمان نجاحها وتحقيق التنمية المستدامة في إمارة أبوظبي".
وقال عبد المنعم سيف الكندي، الرئيس التنفيذي لدائرة الموارد البشرية والتكنولوجيا والدعم المؤسسي لمجموعة أدنوك: "تماشياً مع رؤية الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، الذي دعا دائماً لترسيخ الاستدامة وحماية النظم البيئية والطبيعية في الدولة، حافظت أدنوك منذ تأسيسها على التزامها الراسخ بحماية البيئة، وتماشياً مع النقلة النوعية التي تعمل الشركة على تطبيقها بهدف تطوير وتحديث أعمالها ضاعفت أدنوك استثماراتها كما طبقت مجموعة من المبادرات والتدابير لتخفيف الأثر البيئي وخفض البصمة الكربونية للعمليات التشغيلية لشركات المجموعة".
وأضاف الكندي "ويرجع هذا النجاح الذي نحققه والتقدم الذي نحرزه في جهودنا لحماية البيئة والمحافظة عليها للشراكات والعمل الوثيق مع جميع الأطراف المعنية في أبوظبي، لاسيما شراكاتنا طويلة الأمد مع هيئة البيئة – أبوظبي، ونحن نتطلع إلى تطوير علاقات التعاون الراسخة مع هيئة البيئة وتعزيزها من خلال استكشاف المزيد من فرص ومجالات العمل المشترك التي تسهم بصورة فاعلة في تسريع ودعم جهودنا الرامية لتحقيق الأهداف الشاملة لدولة الإمارات في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة".
وخلال عام 2020، قامت هيئة البيئة – أبوظبي بالتعاون مع أدنوك بتقييم الأثر البيئي لأكثر من 40 مشروعاً تابعاً لشركة أدنوك. وقد ساعد التقييم الدقيق للآثار البيئية بإيجاد حلول، وتنفيذ إجراءات للتخفيف من الأثر البيئي وتطبيق أفضل الممارسات البيئية، حيث ساهمت هذه الإجراءات بإنقاذ أكثر من 175 كيلومتر مربع من الموائل الحيوية في بعض مشاريع أدنوك البحرية.
ومع التركيز على جودة الهواء، قامت هيئة البيئة - أبوظبي وشركة أدنوك بربط شبكة مراقبة جودة الهواء المحيط في أدنوك إلكترونياً بقاعدة بيانات جودة الهواء المركزية التابعة لهيئة البيئة - أبوظبي. فضمن هذا المشروع، يتم تبادل البيانات بين الطرفين بما يخدم مصلحة أبوظبي ودولة الإمارات بشكل عام. كما جمعت الشراكة بين 10 محطات تابعة لشركة أدنوك و20 محطة تابعة لهيئة البيئة – أبوظبي، لتشكيل ما مجموعه 30 محطة ثابتة لمراقبة جودة الهواء موزعة على مناطق مختلفة من أبوظبي، تقوم بقياس إجمالي 17 ملوثًا بشكل مستمر. ستوفر هذه المبادرة بيانات دقيقة وتحليلات فنية حول الوضع القائم لجودة الهواء، بما يساهم في دعم صُنّاع القرار لتطوير خطط التخفيف المناسبة، والمساعدة في إدارة انبعاثات التلوث في أبوظبي.
بالإضافة إلى ذلك، يعد بدء العمل في تنفيذ مشروع تجريبي لربط نظام المراقبة المستمرة للانبعاثات لمحطة أدنوك للغاز الحامض، بنظام المراقبة التابع لهيئة البيئة - أبوظبي في عام 2020، من الإنجازات الناجحة الأخرى في مجال جودة الهواء. يتم حاليًا ضبط جميع المؤشرات الـ 141 ووحداتها بشكل صحيح وفقًا للمتطلبات الفنية للربط الإلكتروني لهيئة البيئة - أبوظبي. ويوجد أكثر من 400 مصدر للانبعاثات في مجموعة أدنوك عبر جميع الأصول التشغيلية. وستوجه نتائج هذه الدراسة التجريبية العمل المستقبلي والخطوات المتخذة بين هيئة البيئة - أبوظبي وأدنوك لتعزيز جاهزية الطرفين لحوادث الطوارئ البيئية.
كما دخلت هيئة البيئة - أبوظبي في شراكة مع أدنوك بشأن قائمة جرد انبعاثات الهواء في أبوظبي، وهو جزء من برنامج هيئة البيئة - أبوظبي الشامل لإدارة جودة الهواء في إمارة أبوظبي. ويقدم الجرد وصفاً مفصلاً لجميع مصادر الانبعاث الرئيسية الناتجة عن الأنشطة البشرية، ويقدم معلومات أساسية لاتخاذ تدابير علمية كفيلة بتقليل الانبعاثات. وفي عام 2018، دعمت أدنوك وجميع الجهات المعنية في الإمارة جهود هيئة البيئة - أبوظبي في جمع البيانات والمعلومات حول مصادر وكميات وأنواع الملوثات من مختلف القطاعات في الإمارة مما ساهم بحصرها وتحديد مصدرها.
ويشمل التقرير للمرة الأولى في أبوظبي نتائج جرد انبعاثات الهواء في الإمارة، والتي تضمنت ما يزيد عن 50 خريطة مفصلة تمثل مصادر الانبعاثات في كل قطاع، وتحدد مواقع مصادر الانبعاثات بدقة عالية. وقدمت أدنوك بيانات ورؤى تفصيلية من جميع أنشطة النفط والغاز في الإمارة، والتي تغطي الاستكشاف والإنتاج والمعالجة والتكرير. وستضع هذه الشراكة المستمرة الأساس لنمذجة جودة الهواء، وتوفر المعلومات الأساسية لتصميم تدابير قائمة على مبادئ علمية للتخفيف من الانبعاثات وإدارتها بفعالية. كما ساهمت أدنوك خلال العام الماضي في إعداد مسودة قرار حول جودة الهواء، وساهمت بمراجعة القرار المتعلق بتركيزات كبريتيد الهيدروجين والبنزين في الغلاف الجوي.
وفي مجال تغير المناخ، عملت هيئة البيئة - أبوظبي، بالتعاون مع شركائها من جميع القطاعات، على تحديث نتائج الجرد الرابع لانبعاثات الغازات الدفيئة، الذي تضمّن تحديث لقوائم جرد الغازات الدفيئة، وتقدير الانبعاثات المستقبلية في إمارة أبوظبي. وساعدت أدنوك الهيئة في تنفيذ هذا المشروع المهم من خلال توفير المعلومات والبيانات حول قطاع النفط والغاز، والتي تم تضمينها في التقرير للمساعدة في حساب النسبة المئوية لمساهمة هذا القطاع الرئيسي في الانبعاثات. وتم استخدامها أيضًا لمقارنة النفط والغاز بالقطاعات الأخرى.
وقد أظهرت النتائج انخفاضًا في انبعاثات قطاع النفط والغاز بنسبة 27? مقارنة بمستويات عام 2016. علاوة على ذلك، أظهر تحليل هيئة البيئة - أبوظبي لسياسات التخفيف من غازات الدفيئة أن سياسات أدنوك للتخفيف من حرق الغاز، وتحسين الكفاءة ستسهم بشكل كبير في استقرار الانبعاثات المستقبلية للإمارة، من خلال خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز إلى 53? من انبعاثاته المعتادة بحلول عام 2030.
وفيما يتعلق بالمياه البحرية وجودة الرواسب، كانت أدنوك عضوًا في اللجنة الفنية لتحسين جودة المياه البحرية، والتي قادها فريق هيئة البيئة - أبوظبي. وعمل كلا الطرفين على عدة مشاريع ودراسات لحماية البيئة وتحقيق الاستدامة. كما دعمت أدنوك الهيئة في تطوير أدوات جديدة لتنظيم جودة المياه البحرية مثل اللائحة التنفيذية في شأن جودة المياه البحرية ومعايير وحدود تصريف جودة المياه البحرية. بالإضافة إلى ذلك، درست هيئة البيئة - أبوظبي وأدنوك اقتراحًا لتنظيف مياه أبوظبي.